التعجيل بقضاء دين الميت

السؤال: ما معنى الحديث: «نفس المؤمن معلقةٌ بدينه حتى يقضى عنه»؟

الجواب: الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، أما بعد:

الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نفس المؤمن معلقةٌ بدينه حتى يقضى عنه»[1]

قال المناوي: (نفس المؤمن) أي: روحه (معلقة) بعد موته (بدينه) أي: محبوسة عن مقامها الكريم الذي أعد لها أو عن دخولها الجنة في زمرة الصالحين.

والمراد بالدين الذي يوقف صاحبه؛ هو كما قال العلامة ملا علي القاري: الدائن الذي يحبس عن الجنة حتى يقع القصاص، هو الذي صرف ما استدانه في سفه أو سرف، وأما من استدانه في حق واجب كفاقة ولم يترك وفاءً، فإن الله تعالى لا يحبسه عن الجنة – إن شاء الله تعالى -؛ لأن السلطان كان عليه أن يؤدي عنه، فإذا لم يؤد عنه يقضي الله تعالى عنه بإرضائه خصمائه. [2]

وما ذكره ملا علي القاري يشهد له من السنة قوله عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله» [3]

وقوله عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة، اقرءوا إن شئتم:( النبي أولى بالمؤمنين من أفنسهم)  [الأحزاب: 6]، فأيما مؤمن مات وترك مالًا فليرثه عصبته من كانوا، ومن ترك دينًا أو ضياعًا فليأتني فأنا مولاه».

وفي الحديث كما قال المناوي: فيه حث الإنسان على وفاء دينه قبل موته؛ ليسلم من هذا الوعيد الشديد.[4]


[1] رواه أحمد(2413) والترمذي(1078) وابن ماجه(23413)، وصححه الألباني في المشكاة(2915).

[2] مرقاة المفاتيح (6/125).

[3] البخاري ( 2372)

[4] فيض القدير (6/289).

الأرشيف

هل يشترط لسجود التلاوة ما يشترط لسجود الصلاة
حكم النياحة