السؤال الأول : ما حكم تسوية الصفوف في صلاة الجنازة، وتسويتها، والاتصال بين الصفوف ، وهل للصف الأول أفضلية ؟
الإجابة : الحمد والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد :
فاعلم أن كل ما يتعلق بأحكام الصفوف في الصلاة العادية في الجماعة ينطبق على الصفوف في صلاة الجنازة من تسوية الصفوف وتتابع الاتصال بينها لعموم الأدلة التي تأمر بتسوية الصفوف كحديث (سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة)[1] وحديث ( لا صلاة لفرد خلف الصف ) [2]، فيتأكد على المصلين تسوية صفوفهم في صلاة الجنازة ، ويجب تتابع الصفوف واتصالها ولا يقف الرجل وحده في الصف إلا إذا لم يجد فرجة في الصف فله أن يقف ويصلي على أرجح القولين لقوله تعالى 🙁 فاتقوا الله ما استطعتم ) [ التغابن:16].
ويندب أن يحرص المسلم على الصف الأول لأفضليته على غيره لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها …)[3] وهو مذهب الجمهور وخالف في ذلك بعض أصحاب أبي حنيفة فقالوا يخرج من هذا العموم صلاة الجنازة فيكون الأفضل للرجل أن يصلي في الصفوف الأخيرة في صلاة الجنائز ، والصحيح عدم خروجه من هذا الأصل العام إلا بدليل ، ولو كان مستثنى عن أصله لبينه النبي صلى الله عليه وسلم ولعمله الصحابة ونقلوه إلينا فالأصل أن يحمل العام على عمومه حتى يرد ما يخصصه . والله أعلم .
[1] رواه البخاري ( 690 ) ومسلم ( 433) , وفي رواية للبخاري ( 723 ) : ( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ , فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ ) .
[2] رواه الإمام أحمد ( 15862 ) عن علي بن شيبان ، ورواه ابن ماجه بلفظ ” لَا صَلَاةَ لِلَّذِي خَلْفَ الصَّفِّ” .(ح1003). وأبو داود (ح682) بسند صحيح .
[3] رواه مسلم (ح440).