السؤال : ما حكم من يتعمد العطاس طلبا للدعاء، وهل يجوز للإنسان تشميته؟
الجواب : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
لا ينبغي للمسلم أن يتعمد العطاس ، بل قد يعد من خوارم المروءة لأنه إصدار صوت نشاز بدون سبب يغلبه على إصداره ، وادعاء شيء لم يحصل في الواقع ، وطرق تحصيل الأجر والثواب كثيرة جدا يطلبها المسلم في غير هذا الفعل .
وأما تشميته ، فالظاهر جواز ذلك ، حتى وإن علم الإنسان بأن العاطس قد تعمد العطس، لما ورد عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ [يعني: يفتعلون العطاس من عندهم] عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ يَرْحَمُكُمْ اللَّهُ فَيَقُولُ يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ.([1])
فالنبي صلى الله عليه وسلم لحسن خلقه مع اليهود أجابهم إلى ذلك وهو يعلم تعمدهم للعطس ، ولأننا مأمورون أن نأخذ الناس على ظواهرهم والله يتولى سرائرهم . والله أعلم .
([1]) رواه الإمام أحمد (19089) أبو داود (5038) والترمذي (2739) وصححه الألباني في الإرواء (1277)